[size=25]قال الامام الصادق عليه السلام ـ مِمّا كانَ يَقولُهُ في آخِرِ لَيلَةٍ مِن شَعبانَ و أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ـ
" اللّهُمَّ إنَّ هذَا الشَّهرَ المُبارَكَ الَّذي اُنزِلَ فيهِ
القُرآنُ هُدىً لِلنّاسِ و بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ قَد حَضَرَ،
فَسَلِّمنا فيهِ وَ سَلِّمهُ لَنا و تَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ و
عافِيَةٍ ، يامَن أخَذَ القَليلَ و شَكَرَ الكَثيرَ اقبَل مِنِّي اليَسيرَ .
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ أن تَجعَلَ لي إلى كُلِّ خَيرٍ سَبيلاً، و مِن
كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعا، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ، يا مَن عَفا عَنّي و
عَمّا خَلَوتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ،
يا مَن لَم يُؤاخِذني بِارتِكابِ المَعاصي، عَفوَكَ عَفوَكَ عَفوَكَ يا
كَريمُ، إلهي وَ عَظتَني فَلَم أتَّعِظ ، و زَجَرتَني عَن مَحارِمِكَ فَلَم
أنزَجِر، فَما عُذري؟ فَاعفُ عَنّي يا كَريمُ ، عَفوَكَ عَفوَكَ .
اللّهُمّ، إنّي أسأَلُكَ الرّاحَةَ عِندَ المَوتِ، وَالعَفوَ عِندَ
الحِسابِ، عَظُمَ الذَّنبُ مِن عَبدِكَ فَليَحسُنِ التَّجاوُزُ مِن
عِندِكَ، يا أهلَ التَّقوى و يا أهلَ المَغفِرَةِ، عَفوَكَ عَفوَكَ .
اللّهُمَّ إنّي عَبدُكَ وَابنُ عَبدِكَ وَابنُ أمَتِكَ، ضَعيفٌ فَقيرٌ
إلى رَحمَتِكَ، و أنتَ مُنزِلُ الغِنى وَالبَرَكَةِ عَلَى العِبادِ، قاهِرٌ
مُقتَدِرٌ، أحصَيتَ أعمالَهُم و قَسَمتَ أرزاقَهُم، و جَعَلتَهُم
مُختَلِفَةً ألسِنَتُهُم و ألوانُهُم، خَلقا مِن بَعدِ خَلقٍ، لا يَعلَمُ
العِبادُ عِلمَكَ، ولا يَقدِرُ العِبادُ قَدرَكَ، و كُلُّنا فَقيرٌ إلى
رَحمَتِكَ، فَلا تَصرِف عَنّي وَجهَكَ، وَاجعَلني مِن صالِحي خَلقِكَ فِي
العَمَلِ وَالأَمَلِ وَالقَضاءِ وَالقَدَرِ .
اللّهُمَّ أبقِني خَيرَ البَقاءِ، و أفنِني خَيرَ الفَناءِ؛ عَلى
مُوالاةِ أولِيائِكَ و مُعاداةِ أعدائِكَ وَالرَّغبَةِ إلَيكَ وَالرَّهبَةِ
مِنكَ، وَالخُشوعِ وَالوَفاءِ وَالتَّسليمِ لَكَ، وَالتَّصديقِ
بِكِتابِكَ، وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسولِكَ .
اللّهُمَّ ما كانَ في قَلبي مِن شَكٍّ أو ريبَةٍ، أو جُحودٍ أو قُنوطٍ ،
أو فَرَحٍ أو بَذَخٍ، أو بَطَرٍ أو خُيَلاءَ، أو رِياءٍ أو سُمعَةٍ، أو
شِقاقٍ أو نِفاقٍ، أو كُفرٍ أو فُسوقٍ أو عِصيانٍ، أو عَظَمَةٍ أو شَيءٍ لا
تُحِبُّ، فَأَسأَلُكَ يا رَبِّ أن تُبدِلَني مَكانَهُ إيمانا بِوَعدِكَ، و
وَفاءً بِعَهدِكَ، و رِضا بِقَضائِكَ، و زُهدا فِي الدُّنيا، و رَغبَةً
فيما عِندَكَ، و اُثرَةً و طُمَأنينَةً و تَوبَةً نَصوحا، أسأَلُكَ ذلِكَ
يا رَبَّ العالَمينَ .
إلهي أنتَ مِن حِلمِكَ تُعصى، و مِن كَرَمِكَ وَ جودِكَ تُطاعُ؛
فَكَأَنَّكَ لَم تُعصَ، و أنَا و مَن لَم يَعصِكَ سُكّانُ أرضِكَ، فَكُن
عَلَينا بِالفَضلِ جَوادا، و بِالخَيرِ عَوّادا، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
و صَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ و آلِهِ صَلاةً دائِمَةً لا تُحصى ولا
تُعَدُّ، ولا يَقدِرُ قَدرَها غَيرُكَ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .(1)
المصدر:
1- مصباح المتهجّد:850/911، الإقبال: 1/43، البلد الأمين: 192.
نسألكم الدعاء
[/size]