تاريخ قديم للأولمبياد
تاريخ الألعاب الأولمبية قديم ويصل عمره إلى 1400 سنة قبل الميلاد، لكن تاريخها المسجل على جدران المعابد لم يبدأ إلا في عام 776 قبل الميلاد، وكانت تقام بانتظام كل 4 سنوات، وكان الملك أيفيتوس ملك ليديا في 'أولمبيا القديمة' التي تقع على مشارف مدينة أثينا اليونانية، كانت الحرب تتوقف خلال الفترة التي تقام بها منافسات الدورة الأولمبية، وكانت الحروب كثير بين بلاد الإغريق، ولكن الإمبراطور الكاثوليكي تيودوسيوس الرافض لكل الاحتفالات الوثنية ألغاها عام 392 بعد هزيمة اليونان في الحرب.
ويعتقد البعض أن دورات الألعاب الأولمبية القديمة قد أقيمت لتمجيد الإله 'زيوس' رب الأرباب في الأساطير اليونانية القديمة، بديل أنها كانت تقام على سطح جبل 'أوليمب' المقدس الذي كان اليونانيون يعتقدون أنه مقر الآلهة.
بدأت منافسات الدورات الأولمبية في سباقات الجري، وكان ذلك مقصورًا على سباق واحد هو 186 ياردة، ثم أضيف إليه سباق آخر وهو 800 ياردة، ثم توالى انضمام الألعاب الرياضية كالمصارعة والخماسي والملاكمة وسباق العجلات التي تجرها 4 خيول، وقد بدأت منافسات الألعاب الأولمبية بيوم واحد، ثم وصلت إلى خمسة أيام، وكانت الحروب تتوقف قبل بدء المنافسات بثلاثة أشهر، وعدد من الأسابيع بعد انتهاء المنافسات بما يتيح للأبطال العودة إلى بلادهم، كما كان محظورًا على غير الإغريق المشاركة في منافسات الدورة الأولمبية حتى جاء 'الملك فيليب المقدوني' ووحد الدولة، وقام بذلك من بعده ابنه 'الإسكندر المقدوني' -الذي بنى مدينة الإسكندرية المصرية، وإن كان هناك أكثر من 10 مدن يُطلق عليهم اسم الإسكندرية نسبة إليه-.
وكان المشاركون في منافسات الدورة الأولمبية يقيمون لمدة شهر كامل في أوليمبيا قبل بدء المنافسات، وكان ذلك بهدف إعداد المشاركين بدنيًا وروحيًا، وكانت جوائز الفائزين عبارة عن أكاليل من أغصان الزيتون التي تزين بها رءوسهم، وتلك الأغصان كانت تُزرع قرب المعابد التي قام هرقل بغرس أول شجرة منها خلف معبد زيوس، وكان تخليد الأبطال الأولمبيين يتم من خلال أعمال الأدباء والشعراء، ويعد تمثال 'رامي القرص' للمثَّال الأثني 'ميرون' 450 سنة قبل الميلاد قطعة فنية نادرة تعبر عن هؤلاء الأبطال.
ولم تقتصر المشاركة في منافسات الدورات الأولمبية على عامة الشعب بل كان يشارك فيها أبطال الملوك، فقد شارك الملك فيليب المقدوني في ثلاث دورات متتالية، وشارك الإمبراطور الرماني 'تابيدوس' بعد أن أصبحت اليونان إحدى دول الإمبراطورية الرومانية، وكان ذلك في الألعاب الأولمبية السابعة عشرة بعد الميلاد، وشارك نيرون في الدورة الأولمبية رقم 211 عام 65 ميلادية وفاز في سباق عربات الجياد.
ويروي 'هيرودوت' أبو التاريخ: أن وفدًا من مدينة أيليس حضر إلى مصر لاستشارة حكمائها بشأن تنظيم دورات الألعاب الأولمبية، وقد شارك في الدورات الأولمبية القديمة الملاكم 'أتراما نيتاوس' الذي عاش بالإسكندرية خلال دورة 240 قبل الميلاد، وكذا شارك الملاكمان: 'أبو للوفيوس' و'هيراكلينز'. وكان ممنوعًا على النساء المشاركة في الدورات الأولمبية أو مشاهدة مبارياتها وكان الإعدام هو العقوبة للمرأة التي تخالف ذلك، إلا أن هناك امرأة تحدت ذلك وارتدت زي الرجال وهي 'فيرنيس' وكان ذلك بهدف مشاهدة ابنها 'بيدروس' وهو يخوض منافسات الملاكمة، وقد كانت تخشى عليه من مزاولة هذه اللعبة العنيفة، ولكن فوز ابنها منحها الحياة بعد أن تم الحكم عليها بالإعدام.
الدورات الأولمبية الحديثة
ويعود اكتشاف قصة الألعاب الأولمبية القديمة إلى المكتشف الإنجليزي 'ريتشارد كاندلر' الذي اكتشف أطلال أولمبيا في عام 1766 ميلادية، وقد أكد أن أولمبيا القديمة تم تدميرها بفعل الزلازل والكوارث الطبيعية، وقامت بعثة فرنسية عام 1829 بمحاولات تنقيب عن أثار أولمبيا، ولكن أعمالها لم تسفر عن الوصول إلى جديد، حتى جاءت بعثة أثار بقيادة العالم الألماني 'أرنست كورتيوس' في عام 1875، واستمرت في عملها لمدة 6 سنوات ووصلت إلى نتائج متميزة ساهمت في تعريف العالم بتاريخ الدورات الأولمبية.
ثم تبنى الفرنسي 'دي كوبرتان' فكرة إحياء الألعاب الأولمبية، وبدأ الدعوة إلى ذلك في كافة التجمعات التي تضم القيادات الرياضية، ونجح خلال احتفال الاتحاد الرياضي الفرنسي بعيده الخامس عام 1893 في الاتفاق على بعث الدورات الأولمبية، وتم ذلك عام 1894 وتقرر تأسيس اللجنة الأولمبية الدولية للإشراف على تنظيم الأولمبياد، وتم انتخاب اليوناني 'فيكيلاس' رئيسًا للجنة الأولمبية الدولية، واستمر في موقعه لمدة عامين، وقد تم تنظيم أول دورة أولمبية في مدينة أثينا، وأقيمت خلال الفترة من 6-15 أبريل 1896: وقد لجأ اليونانيون إلى جمع التبرعات لتحمل تكاليف الدورة في منافسة لعمدة أثينا إلى الذي اليوناني المقيم بمدينة الإسكندر جورج أفيروف الذي تبرع بـ 2 مليون دراخمة أي ما كان يعادل390 ألف جنيه أسترليني آنذاك، وعادت الدورات الأولمبية بعد غياب دام أكثر من 1505 عام.
وقد وضع الفرنسي البارون دي كوبرتان والذي استمر رئيسا للجنة الأولمبية الدولية من 1896 حتى عام 1925 دستورا للألعاب الأولمبية هو أن أهم شيء في الألعاب الأولمبية ليس الفوز بل الاشتراك، وأهم ما في الحياة ليس الفوز وإنما النضال بشرف.
وكان كوبرتان يحلم بأن تساهم الدورات الأولمبية في نشر الحب والسلام بين شعوب العالم، وقد حدث هذا في بعض الأحيان، واليوم تشهد الكوريتان الشمالية والجنوبية حدثا تاريخيا بسير الرياضيين في الدولتين تحت علم واحد وهو الوحدة الرياضية التي سبقت الوحدة السياسية