الزهراء
يا هلالاً مُذ رأته العينُ دمعُ العينِ سال
أنت سيفٌ يقطعُ الأوداج مني لا هلال
لا أرى فيك سوى جندٍ وخيلٍ ونصال
حُشِدت للفتك بابني وا حسيناً وا حسين
ياهلالا يذبحُ السبطَ اذا لاح وليد
كيف تبدو مستقر الأفقِ والدين طريد
أنت سيفٌ بيمين الشمر من صنع يزيد
حده عشرة أيامٍ إلى ذبح الحسين
الهلال
ليته عاجلني يا بضعة الهادي المحاق
قبل أن أنظر دمّ السبط بالطف يُراق
ليتني مِتُ ولم أبزغ في أرض العراق
ليتهم قد قطعوا نحري فدا نحرِ الحسين
كم تمنيت لقلبي سددوه في الأفول
قبل أن ينطلق السهم إلى قلب البتول
أو ليس السبط يا زهراء كالهادي الرسول
فحسينٌ منه آتٍ وهو آتٍ من حسين
الزهراء
ياهلالا عن عيوني خجلاً لُذ بالخسوف
وتوارَ يوم عاشوراء عن أرض الطفوف
واطلب التوبة بالأعوال والدمع الذروف
وا حسيناً وا حسيناً وا حسين
الهلال
أنا يا زهراء لا أقوى على هذا العتاب
ففؤادي من أليم العتَب اللاذع ذاب
آهِ لو كان بأمري يابنة الهادي الغياب
لتواريت ليبقى ساطعاً نور الحسين
الزهراء
ياهلال الدم إن كان لك السبط حبيب
كيف لم تنصره لما صار مفروداً غريب
طلب العون وما لاقى سوى الصمت مجيب
كيف لم تنصره إن كنت هلالاً للحسين؟!
ياهلال الشؤم أخبرني ودع عنك النحيب
أصحيحٌ شيـبُهُ من دمه صار خضيب
أوَ هل كُسِرت الأسنان من قرع القضيب
وعلى باب ابن هند صلبوا رأس الحسين
الهلال
ألبستني الطف بالمولد ثوب الهرمِ
ليتهم قبل حسينٍ قد أراقوا لي دمي
وأبادوا دون أنصار حسينٍ أنجمي
وهوى برجي ولايهوى عن المهر الحسين
كم رأت عيناي يا زهراء من خطب الدموع
مثلك المذبوح ظلماً كُسرت منه الضلوع
فاعذريني ودعيني أملأُ الكون دموع
وسيغدو أُفقي مأتم مولاي الحسين