وعجلت إليك ربّ لترضى
بسم الله الرحمن الرحيم
وعجلت إليك ربّ لترضى على مر الأيام والليالي يخلق الإيمان في القلب,
وتصدأ أركان المحبة فتحتاج إلى من يهبك سربالا إيمانيا جديدا تستقبل به شهر رمضان وأصل القدرة على فعل الشيء معونة الله ثم مؤونة العبد
ونعني بالمؤونة رغبته وإرادته فعلى قدر المؤونة تأتي المعونة.
وفي الحديث القدسي: "إذا تقرب العبد إليّ شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إليّ ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة"
وعجلت إليك رب لترضى
فالبداءة من العبد ثم الإجابة حتما من الرب: { ادعوني أستجب لكم } [غافر : 60 ]
{ فاذكروني أذكركم } [ البقرة : 152 ]
وعجلت إليك ربي لترضى
فلابد من إثارة كوامن شوقك إلى الله عز وجل حتى تلين لك الطاعات فتؤديها ذائقا حلاوتها ولذتها وأية لذة يمكن أن تحصلها من قيام الليل ومكابدة السهر ومراوحة الأقدام المتعبة
أو ظمأ الهواجر أو ألم جوع البطون إذا لم يكن كل ذلك مبنيا على معنى : { وعجلت إليك ربّ لترضى } [طه : 84 ] ؟!
ومن لبى نداء حبيبه بدون شوق يحدوه فهو بارد سمج دعوى محبته لا طعم لها.
وعجلت إليك رب لترضى
لا جرم كان من دعاء النبي صلى الله عليه واله وسلم في صلاته: "وأسألك الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك…"
وشوقك لربك ولإرضائه أفناه رين الشبهات والشهوات
وأهلكته جوانح المعاصي ومرور الأزمنة دون كدح إلى الله
فتحتاج يا باغي الخير إلى بعث هذا الشوق من جديد لو كان ميتا
أو استثارته إن كان موجودا كامنا
وعجلت إليك رب لترضى