~*~أسطورة الشموع~*~

~*~أسطورة الشموع~*~









بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها





رياح و رمال...دمى و أحلام ...شموع مضيئة في أعماق البحار ...







عندما رفعت كفي نحو السماء ...و أوقدت شموع الدعاء لتسليني بظلمة الليل ...



شعرت بأن هناك ملاك من السماء يحفني بجنحيه ...يحملني و يقبلني بين عيني



أشار إليّ بناظريه يريدني أناجي الرب الغفور ...



ففعلت كما أراد مني ...و نظرت إلى وجهه المشع بنور اقتبسه من جمال زهرة الجنان



أصبحت أتأمل ذاك الجمال و فجأة سمعت صوتا حنون يناديني من بين ملائكة الرحمن



أحزان يثرب ..أحزان يثرب ..أحزان يثرب





ويحك ..انحني ها قد جاءت السيدة مريم لمحراب صلاتك لتتغنى معك بأحرف من الدعاء العلوي



كأني بتلك السيدة قد غمرتها الزهراء من الجمال و البهاء ...



حتى أنني كدت أن أسجد لجمالها فرفعتني بيدها الرحيمة لتذكرني بأنه لا سجود إلا لرب الجمال



وقفت معها مرددة لحروفها و قلبي قد أشعلت بداخله للنظر لحبيبة حبيب الرحمن



كنت أنتظر لحظة اللقاء ..لقاء الحبيب لحبيبته ..لقاء اللهفة و الوله ..لقاء الشوق بعد وال الإنتظار



لقاء أمة عاصية لسيدتها الكريمة ..لقاء لا تصفه المشاعر أو الأقلام



كدت أن أختنق بعبراتي ألاقي من أحب ولكني لا أستطيع أن أحتضنها بين ضلوع صدري



لأنها كانت مكسورة الأضلاع ..معصبة الرأس ..محمرة الخد ..ملطومة العين



نحيلة الجسد ..حزينة القلب ..نظرتها تشع بالحنان ..همساتها أحلى و أعذب من تغاريد الأطيار



جليلة..عظيمة ..في خدرها حكمة لا توصف بأوصاف..



فلقد سجد رضوان خازن الجنان لنور عظمتها ..و تواضعت مريم و انحنت لخدمتها



بقيتُ أسلط أنظاري عليها ..أناجيها بقلبي ..فتناجيني بكل خطوة و لحظة و نفس



حتى أصبحت مهوسة بعشقها ..حتى أنني كنتُ أراها بداخلي ..أراها بين حائط و باب غرفتي



وهي تأن و تصرخ باحثة على من يحاميها ..فأبكي لأنني لم أكن معها ..أبكي على عجزي عن حمايتها



أراها بوسط دموعي تخاطبني ..و تشعل لي الشموع ..تمسح دمعات عيني بيدها



وتضع راحتي بين ضلوع صدرها و كأنها تريدني ألا أنسى تلك الأضلاع المحطمة



و كأنها تريد مني أن أخبر العالم بحالها ..أخبرهم ليرفعوا أيديهم نحو السماء داعين



بالعجل لظهور من يأخذ بثاراتها و ثارات وُلدِها



معا لندعوا بدعاء العهد كل صباح



معا لنداوي صدر الزهراء بظهور المهدي الموعود