د. محمد ياسر السراج
يخطىء من يظن أن الأركيلة ( النارجيلة أو الشيشة ) لاتضر بالصحة كما تفعل السجائر أو أنها أقل ضرراً والحقائق العلمية تؤكد أن مضارها لا تقل خطورة عن مضار تدخين السجائر بل وأكثر ضرراً فقد انتشرت ظاهرة تدخين
الأركيلة في بلدنا ولازالت شعبيتها بازدياد وغزت المقاهي والمطاعم والبيوت وأصبحت موضة العصر وتحولت إلى ظاهرة اجتماعية تنتشر في أوساط عمرية مختلفة لاسيما في الأوساط الشبابية كما تفشت هذه الآفة الضارة بين النساء وأصبح منظر المدخنات للأركيلة أمراً اعتيادياً ولتسهيل الحصول عليها بدأت تنتشر أيضاً خدمة توصيل الأركيلة إلى المنازل
إحصاءات
تؤكد الإحصاءات أن أرقام المدخنين للأركيلة في تزايد خاصة المدخنات وأظهرت دراسة على أكثر من 002 منزل في مدينة حلب أن نسبة تدخين الأركيلة وصل إلى 02 % لدى الرجال و6% لدى النساء وفي دراسة أجريت على طلاب جامعة حلب تبين أن 5،52 % من الطلاب الذكور و9،4% من الطالبات الإناث مدخنون للأركيلة
أسباب تفشي الأركيلة أما عن السبب الذي يحمل الشباب والفتيات على تدخين الأركيلة فمنهم من رده إلى الموضة ومسايرة ما هو مستحدث إضافة إلى الفراغ وتقليد الأصدقاء ووسيلة للتلاقي والتسلية والشعور بالراحة وتخفيف الهموم ولطعمها ورائحتها المحببة وعدم معارضة الأهل لتدخينها كما أصبحت تقليداً تعتاد عليه العائلات حيث يسهر الأب أو الأم بصحبة الأركيلة وبذلك تنتقل العدوى للأبناء المراهقين ومن أسباب تفشي هذه الظاهرة هو الجهل بمخاطر تدخينها واعتقاد البعض أنها قليلة الضرر مقارنة مع منتجات التبغ الأخرى كالسجائر والسيجار والغليون
مكونات الأركيلة : لاتختلف عن مكونات تبغ السجائر ودخانها حيث أن بها مالايقل عن 0004 مادة سامة أهمها النيكوتين وغاز أو ل أكسيد الكربون والقطران ومعادن ثقيلة كالزرنيخ والرصاص ومواد مشعة ومسرطنة ومواد كيميائية زراعية ومبيدات الحشرات إضافة لأصباغ ومواد منكهة مجهولة التركيب تخلط دون رقابة صحية ولايعرف مقدار ضررها على صحة الإنسان ونظراً لانتشار الأركيلة في أوربا أجريت دراسات لمعرفة أثارها على الصحة وتبين أن دخانها يحتوي على سبعين مادة مسببة للسرطان ويتم غش المعسل باستخدام مواد غير صالحة للاستهلاك البشري في خلطاتها كنشارة الخشب وتفل الشاي وسعف نخيل وأوراق الخس والسلق وأصبغه ودهان للتلوين ونكهات وكل هذه المواد ضارة كما أن خرطوم الأركيلة ومياها يعتبر بيئة مساعدة لنمو الجراثيم الممرضة لعدم تغيير المياه ولتشرب
خرطومها الطويل بأنقاض السموم
أضرارالأركيلة الصحية : لاتزال الدراسات في بدايتها لدراسة أخطار وعواقب هذا النمط من التدخين وتشهد مصر سنوياً 43 ألف حالة وفاة مرتبطة بالتدخين وثلثها نتيجة الأركيلة ويبرر مدخنيو الأركيلة بأن الماء الموجود فيها يعمل على ترشيح الدخان من المواد الضارة وهذا اعتقاد خاطى فقد تبين من تحليل الدخان الخارج من فم مدخن الأركيلة أنه يحتوي على نفس المواد الضارة والمسرطنة في دخان السجائر إضافة لخطر انتقال الأمراض من شخص لآخر إذ يدخن الأركيلة الواحدة عدة أشخاص وفي دراسة لمنظمة الصحة العالمية عن أضرار تدخين الأركيلة ذكرت أن كمية النيكوتين الناجمة عن تدخين الأركيلة في جلسة واحدة تعادل تدخين أكثر من علبة سجائر
والأضرار الصحية كثيرة ويمكن أن نذكر بعضها
1- تدخينها يسبب الإدمان فالتبغ يحتوي النيكوتين وهي المادة المسؤولة عن الإدمان وقد يعرض غير المدخنين للإدمان بسبب التدخين السلبي
2- يقلل من كفاءة أداء الرئتين لوظائفها ويسبب التهاب القصبات المزمن وانتفاخ الرئة وهذاالمرض يحد من قدرة الإنسان على بذل أي مجهود كلما تفاقم
3- يهيىء لحدوث سرطانات الرئة والفم والمري والمعدة والمثانة وأمراض القلب والشرايين
4- يساعد على انتقال أمراض معدية خطيرة من مدخن لآخر نتيجة تعاقب الأفواه على فوهة خرطوم الأركيلة كالأمراض التنفسية وأهمها السل وكذلك التهاب الكبد
5- عند الحوامل المدخنات ومن خلال بعض الدراسات تبين أن تدخين الأركيلة يؤثر بشكل خطير على نمو الأجنة ويؤدي للإجهاض وولادة الخدج ونقص وزن الوليد ونقص إفراز الحليب لدى المرضع المدخنة
6- في الأطفال المعرضين للدخان فهو سبب رئيسي للإصابة بالأمراض التنفسية كالربو وإثارة نوبات الربو والتهاب الأذن الوسطى وظاهرة الموت المفاجىء عند الأطفال
7- يؤدي إلى تناقص الخصوبة عند الذكور والإناث واضطرابات الدورة الشهرية وانقطاعها
8- التهابات ونزوف اللثة ورائحة الفم الكريهة وبحة الصوت واحتقان العينين وظهور تجاعيد الجلد والوجه في وقت مبكر وزوال نعومة الشعر وتجعده وشحوب الوجه
9- إن تدخين الأركيلة يعتبر أحد أهم عوامل تلوث الهواء ومن مسببات الإصابة بالتهابات العيون والبلعوم والتهاب الصدر المتكررة والسعال المزمن والصداع
كيف تمكن معالجة هذه الآفة:نظراً لانتشار هذه الظاهرة بشكل مخيف في بلدنا يجب القيام بحملات توعية توضح مخاطر تدخين الأركيلة والتدخين عموماً وأضراره على الفرد والأسرة والمجتمع وكيفية نشر الوعي الصحي للتخفيف من الإقبال المتزايد عليها وذلك عن طريق الإعلام وتنظيم ندوات صحية ودينية وعرض أفلام فيديو وإعداد ملصقات صحية وكتيبات في المؤسسات الصحية